عودة الرواد الفضائيين إلى الأرض: تحديات وأسرار العملية الفضائية

عودة الرحلة إلى الأرض من الفضاء هي عملية معقدة وصعبة ،يجب على الرواد الفضائيين أن يعبروا بأمان مرة أخرى الغلاف الجوي، ويهبطوا بأمان، ثم يتكيفوا مع جاذبية الأرض بعد قضاء أشهر في حالة عدم الجاذبية.

الخطوة الأولى هي فصل مركبة الرواد الفضائيين عن محطة الفضاء الدولية (ISS)، يتم ذلك باستخدام صاروخ صغير يُسمى مركبة البروغريس، بمجرد فصلهم، ستبدأ مركبة الرواد الفضائيين في الهبوط الحر عائدة إلى الأرض.

مع نزول المركبة، ستزيد حرارتها بسبب الاحتكام بالغلاف الجوي، يحمي الدرع الحراري على مركبة الرواد الفضائيين من حرارة العودة، وهذا الدرع مصنوع من مادة خاصة يمكن أن تتحمل الحرارة الشديدة.

عندما تكون على ارتفاع حوالي 8.5 كيلومتر فوق سطح الأرض، ستنطلق المظلات على مركبة الرواد الفضائيين، تساعد المظلات على تباطؤ مركبة الرواد الفضائيين وضمان هبوط آمن.

الهبوط نفسه عادةً يكون صعباً جداً، يتعرض الرواد الفضائيين لقوى تصل إلى 5 أضعاف جاذبية الأرض.

بعد الهبوط، يلتقون الرواد الفضائيين بفريق من العاملين في مجال الإنقاذ، ثم يتم نقل الرواد الفضائيين إلى مرفق طبي حيث يتم فحصهم ومراقبتهم.

غالباً ما يقضي الرواد الفضائيين عدة أسابيع أو أشهر في المرفق الطبي للتكيف مع جاذبية الأرض، كما يخضعون أيضاً للعلاج الطبيعي للمساعدة في تكييف أجسامهم مع التغيير.

وإليك بعض التحديات التي تواجه الرواد الفضائيين عند عودتهم إلى الأرض:

قوى الجاذبية: قوى الجاذبية العالية أثناء العودة والهبوط يمكن أن تكون محيرة وغير مريحة بالنسبة للرواد الفضائيين.

مرض انفجار الغازات: يمكن أن يحدث هذا المرض عندما يتنفس الرواد الفضائيين هواءً يكون ضغطه منخفضًا جداً، يمكن أن يسبب أعراضاً مثل الغثيان والقيء والدوار.

فقدان العظام: يفقد الرواد الفضائيين كتلة العظام والعضلات أثناء وجودهم في الفضاء، ذلك بسبب نقص الجاذبية.

تغير في توزيع السوائل: تميل أجسام الرواد الفضائيين للاحتفاظ بالسوائل في الفضاء. يمكن أن يسبب ذلك مشاكل عندما يعودون إلى الأرض، مثل الانتفاخ في الساقين والكاحلين.

على الرغم من التحديات، عودة الرواد الفضائيين إلى الأرض هي عملية آمنة وناجحة لمعظمهم.

فماذا يفعل الرواد الفضائيين عندما يعودون إلى الأرض؟

بعد الهبوط، يلتقون الرواد الفضائيين بفريق من العاملين في مجال الإنقاذ، ثم يتم نقلهم إلى مرفق طبي حيث يتم فحصهم ومراقبتهم.

غالباً ما يقضون الرواد الفضائيين عدة أسابيع أو أشهر في المرفق الطبي للتكييف مع جاذبية الأرض. كما يخضعون أيضاً للعلاج الطبيعي للمساعدة في تكييف أجسامهم مع التغيير.

خلال هذا الوقت، يشارك الرواد الفضائيين أيضاً في اجتماعات تقييمية حول مهمتهم. يتحدثون عن تجاربهم ويشاركون البيانات والعينات مع العلماء.

بعد الإفراج عنهم من المرفق الطبي، يعودون الرواد الفضائيين إلى منازلهم وأسرهم. قد يقدمون أيضاً محاضرات عامة أو يكتبون كتباً عن تجاربهم.

ماذا يحدث لعمر الرواد الفضائيين عندما يعودون إلى الأرض؟

في الواقع، يمر الرواد الفضائيين بعملية شيخوخة أبطأ من الأشخاص على الأرض. ذلك بسبب تأثير انحراف الزمن. انحراف الزمن هو ظاهرة تحدث عندما يكون الجسم في حركة سريعة أو يكون في مجال جاذبية قوي.

في حالة الرواد الفضائيين، فإنهم يتحركون بسرعة كبيرة حول الأرض. وهذا يجعل ساعاتهم تسير ببطء أكبر قليلاً مما هو الحال في الأرض.

كمية انحراف الزمن التي يعاني منها الرواد الفضائيين تعتمد على سرعتهم ومدى مهمتهم. على سبيل المثال، الرواد الفضائيين الذين يمضون عامًا على متن محطة الفضاء الدولية سيتقدمون في العمر بحوالي 0.005 ثانية أبطأ من شخص يبقى على الأرض.

قد يبدو هذا وكأنه وقت قصير، ولكنه يتراكم مع مرور الوقت. على سبيل المثال، الرواد الفضائيين الذين يقضون 10 سنوات على متن محطة الفضاء الدولية سيتقدمون في العمر بحوالي 5 ثوانٍ أبطأ من شخص يبقى على الأرض.

بالطبع، هذا مجرد حساب نظري. في الواقع، هناك عوامل أخرى يمكن أن تؤثر على مقدار انحراف الزمن الذي يعاني منه الرواد الفضائيين، مثل كمية الإشعاع الذي يتعرضون له.

بشكل عام، عودة الرواد الفضائيين إلى الأرض هي عملية آمنة وناجحة لمعظمهم. ومع ذلك، فهي تجربة تتطلب تخطيطاً وتنفيذاً دقيقين.




Next Post Previous Post
No Comment
Add Comment
comment url